تواجه الحكومة إحتجاحات متزايدة
في الآونة الأخيرة، واجهت الحكومة إحتجاحات متزايدة من قبل مواطنيها، وقد تم الإحساس بقوة بهذا الشعور في أحدث أعمال مغني الراب المغربي ديزي دروس. أغنيته “مع العشران”، والتي ترافقها فيديو موسيقية، قد لاقت انتباهاً سريعاً، حيث حققت ما يقرب من مليون مشاهدة على يوتيوب خلال الساعات السبعة عشر الأولى من إرسالها عبر يوتوب
“ديزي دروس وأغنيته “مع العشران
يتميز الفيديو بأسلوب تحرير سريع وسرد بصري غني، يقدم تعليقاً اجتماعياً حاداً حول الأوضاع، مع تركيز خاص على السياسيين والحكومة. أحد الميزات الرئيسية للفيديو هو مشهد يصور السياسيين في جلسة صحفية، مميزة بشعار “أنغري بيردز” الأزرق، الذي يشير بطريقة غير مباشرة إلى التجمع الوطني للأحرار، الحزب الحاكم في المغرب و المعروف بشعاره على شكل طائر أزرق
دليلا أكبر لرغبة الجماهير
يتصاعد الاستياء العام تجاه الحكومة، بشكل رئيسي بسبب الزيادة السريعة في أسعار الغذاء والطاقة. وقد تجلى هذا الاستياء في احتجاجات في مختلف المدن. وقد أدت أزمة التضخم المستمرة إلى ضغط مالي كبير على السكان
تعكس الدعوات المتزايدة لاستقالة الحكومة دليلا أكبر لرغبة الجماهير لسبب ما يُنظر إليه على أنه تقاعس في معالجة هذه التحديات الاقتصادية. على الرغم من وعود حكومية حديثة بتخفيض أسعار السلع قبل رمضان، لا يزال الجمهور متشككاً. تشير الاستطلاعات والتقارير إلى مستوى ثقة منخفض بشكل ملحوظ في الحكومة والأحزاب السياسية بين المواطنين
ديناميات الخطاب الاجتماعي والإعلامي
يغوص فيديو ديزي دروس الموسيقي أيضًا في ديناميات الخطاب الاجتماعي والإعلامي. يستخدم ببراعة صورًا تشبه شعار الجزيرة لتمثيل طبيعة المناقشات الإعلامية المتصاعدة وغالبًا ما تكون فوضوية. علاوة على ذلك، يتطرق الفيديو إلى قضايا جادة مثل ظروف السجون ووحشية الشرطة، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الشباب. يلمح الفيديو إلى أن هذه المشاكل الاجتماعية تساهم بقوة في تقليص الحال حيث يتم دفع الشباب، المحرومين من ظروف معيشية مواتية، نحو الأنشطة الإجرامية، أو الهجرة الغير الشرعية
بلوز الشباب
ليست أغنية ديزي دروس والفيديو المرافق لها مجرد تجلي للتعبير الفني فحسب، بل تعمل أيضًا كمرآة تعكس الاستياء المتزايد والقضايا الحرجة التي تواجه المجتمع. فلقد أصبح عمل الراب “بلوز الشباب”، يستخدمونه كوسيلة للتعبير عن مخاوفهم و أحلامهم
تحليل
يمكن تحليل الروابط القوية بين أعمال سعدون كفنان سوسيو-سوريالي وديزي دروس كمغني راب من خلال التأكيد على كيفية تعبيرهما عن معاناة واحتجاجات الشعب. يعكس عمل ديزي دروس، كما يظهر في أغنيته والفيديو المرافق، الاستياء المتزايد والقضايا الحرجة التي يواجهها المجتمع. هذا ليس فقط شكل من أشكال التعبير الفني، بل هو أيضاً نوع من الصراخ الاجتماعي الذي يسلط الضوء على مخاوف وأحلام الشباب
من ناحية أخرى، تعبر أعمال سعدون، التي تتسم بطابعها السوسيو-سوريالي، عن نفس القضايا من خلال استخدام الرموز والمفاهيم البصرية. تُظهر أعماله الفنية تحليلاً عميقاً للواقع الاجتماعي والثقافي، وتعكس تحديات وتطلعات الشعب بطريقة فنية مبتكرة
بهذا المعنى، يمكن القول إن كلاً من ديزي دروس وسعدون يمثلان صوت الشعب من خلال أعمالهما الفنية، ويستخدمان الفن كوسيلة للتعبير عن الاستياء الاجتماعي والرغبة في التغيير. هذه الروابط تشير إلى قوة الفن كأداة للتعبير الاجتماعي والسياسي وكوسيلة للتأثير على الوعي العام وتحفيز الحوار حول القضايا الهامة في المجتمع
